السياسة التعليمية وفكرة التعليم في السودان 2- 2بقلم : ماجد الغوث

من فكرة التعليم تولدّت المدارس الفكرية الحديثة كالقومية بنظريتها الثلاثية ، ومن سياسة وبرامج التعليم نشأت المدارس الأكاديمية لإعداد البحوث في مجالات الاقتصاد والاجتماع والتاريخ والفلسفة ….. لذلك يجب أن لا يكون هناك تعارض بين المدارس التعليمية الفكرية والمدارس التعليمية الأكاديمية لأن هدفهما خدمة العلم المعرفة ،. المدارس التعليمية الفكرية ميدان عملها الشعب والتنظيم الشعبي خارج نطاق الحكومة تنظيماً وتوعية ، أما في الحكم فرسالتها إقامة حكم شعبي يهدف إلى تحقيق مصالح الشعب ، فهي توضح سياستها لأعضائها برؤية جماعية، وللشعب عامة، مثل :
1- القضايا التي تتعلق بالمفهوم الطبقي وبمفهوم الثورة التعليمية الفكرية .
2- كشف الطامحون للسلطة والقضاء على الدور التخريبي المستهدف سياسة المدرسة التعليمية الفكرية صاحبة المنهج التاريخي العلمي الثوري الحضاري الذي يميز المدرسة .
3- توضيح الصلة بين ماضيها وحاضرها، بين منطلقاتها المبدئية وبين سلوكها العلمي ، بين الصورة المرسومة لها من مؤسسيها وبين الأشكال المتردية التي أراد المنحرفون أن يغرقوها في مستنقعاتها .
4- تأكيد ضمانة نجاحها واستمراريتها في الصدق ، ومعارضتها لنفسها فيما ينقصها ويعوزها في أشياء لم تستكمل الشروط اللازمة لتحقيقها .
5- وضع معالجات سياسية لقضايا اجتماعية، مثل :
أ – الحريات الديمقراطية
ب- محاربة الطائفية
ج- الدفاع عن مصالح العمال والنضال بجانبهم
د- الدفاع عن مصالح الفلاحين ه – معالجة الأوضاع الثقافية والتعليمية والطلابية .
و- معالجة قضايا المرأة بشكل متكامل
6- وضع خطط لرفع مستوى وعي الطبقة العاملة .
7- إثارة قضايا شعبية حيوية، مثل — الاحتكار ، ارتفاع الأسعار، ارتفاع أسعار رسوم الكهرباء والماء والتعليم —
8- تنمية الوعي ومحاربة الطائفية ببث المعرفة .
9- فضح الاحتكار على الصعيدين التجاري والصناعي والمطالبة بتأميم بعض المرافق .
10- الاهتمام بالعمل النقابي
11- الاهتمام بقضايا التعليم والمدارس، وقضايا العمال ومعالجة مشاكل التسريح المتعسف والضمان الاجتماعي .
أما المدارس التعليمية الأكاديمية فمجال عملها الهيئات الأكاديمية والإدارية وتبحث في :
1- علاقة التعليم والمفاهيم المتعلقة بطبيعته الأكاديمية للالتحاق بالسلك الأكاديمي .
2- دور مؤسسات التعليمي الأكاديمي بطلابها .
3- العلاقة بين التعليم والبحث وبين المعرفة والمعرفية .
4 – سبل تشكيل الناس لمفاهيم عن المؤسسات الأكاديمية .
5- تبني طريقة انعكاسية ونقدية لفهم العلاقة بين التعليم والبحث الأكاديمي المؤثر .
6- توضيح دور البحث في التعليم الأكاديمي والتعلم .
7- دور التعليم الأكاديمي لدمج البحث بالتعلم .
8 – النظر في قضايا الاقتصاد بمحتوى نظرياته الرأسمالية والاشتراكية .
9- النظر في قضايا السياسة لأنظمة الحكم وطبيعتها الإدارية – مركزية، لا مركزية، برلمانية ، جمهورية .
10- النظر في قضايا الإجتماع لتحديد طبيعة المجتمع بعلاقته المتشابكة ، فالتطور الاجتماعي مسألة مترابطة ويؤثر بعضها على البعض – المجتمعات الرعوية والزراعية والصناعية والتجارية —
11- البحث في قضايا الوحدة الوطنية والقومية – الوحدة الاندماجية، اندماج دولتين أو أكثر بدولة وأحدة ذات كيان دولي واحد وذات سيادة كاملة …. الخ وهل الوحدة مع التقدمية أم مع الرجعية .
يمارس الأكاديميون عملهم داخل مؤسسات التعليم الأكاديمي ، وبأسلوب تشاوري وبالإشتراك مع الطلاب باعتبارهم عناصر في مجتمعات تعليمية شاملة لبناء المعرفة . في هذه المؤسسات يندمح التعليم بالبحث ويعمل الطلاب والأكادميون معا لفهم – العالم – عن طريق البحث العلمي الأكاديمي المنظم والتشاور في اتخاذ القرار المستند إلى الدليل من خلال بحث العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيق التطور ، وذلك بغرض تطوير الاستراتيجيات والتقنيات والأدوات والمعلومات والخبرات اللازمة لحل المشكلات وذلك يتطلب تحديد عناصر البيئة الأكاديمية .
المدارس التعليمية الفكرية والمدارس التعليمية الأكاديمية لا تخلو عن تنافر بسبب طبيعة الأكاديميين الذين يفضلون عملهم الأكاديمي، وكثيرا ما تواجه المدارس التعليمية الفكرية توترات بسبب – عناصرها ذات الذهنية الأكاديمية البحتة – التي تتسم بروح الفردية، ومحاولة دفع الناس للبحث عن حلول سلبية بوضع حواجز بهلوانية في وجه المدرسة التعليمية الفكرية، وهو قصور إداري في العقلية الإكاديمية بعدم التقيد بالرؤية الشمولية ، وتأجيل المباشرة من الميدان الشعبي إلى الميدان الأكاديمي ، بالقضاء على الطابع التاريخي العلمي الثوري الحضاري الذي يميز المدرسة الفكرية .
المصادر والمراجع :
1-أنجيلا برو ، – تجاوز الفصل بين البحث والتعلم ، مكتبة العبيكان ، الرياض 1430هه ، ترجمة رفيدا الخباز .
2 حزب البعث العربي الاشتراكي ،- نضال البعث – ج 10
3- حزب البعث – البعث وقضايا النضال الوطني في السودان – طبغداد ، 1974.
4- ماجد أحمد محمد ، – اقتباسات من بحث سيقدم لنيل درجة الدكتوراة .