مقالات

خالد سلك يكتب …

حالة الهياج التي انتابت عناصر النظام السابق عقب خطاب القائد العام للقوات المسلحة تكشف بوضوح حقيقة هذه الحرب الإجرامية وأهدافها. إنها حرب يسعى من خلالها حزب المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية إلى التسلق على أكتافها للهيمنة الكلية على السلطة، غير مكترثين بدماء الأبرياء التي أُريقت وحياة المواطنين التي دُمّرت.

اليوم، صدرت عدة بيانات من الحزب المحلول، وتنافس قادته في إطلاق التصريحات المتناقضة؛ هاجم بعضهم البرهان، وسعى آخرون إلى مهادنته تكتيكياً. لكننا لم نسمع لهم صوتًا من قبل بشأن الكارثة الإنسانية التي تعصف بالسودانيين، ولم يحركوا ساكنًا أمام مآسي الجوع، الفقر، اللجوء، النزوح، وكافة الجرائم التي استهدفت الأبرياء في السودان. محركهم الوحيد هو السلطة؛ وما إن مستهم تصريحات البرهان حتى انتفضوا يملأون الوسائط بغثاء تصريحاتهم، كاشفين دون مواربة عن حقيقة حربهم هذه وأهدافها.

ظلت علاقة الحركة الإسلامية بالقوات المسلحة مرهونة بمدى قدرتها على تطويع المؤسسة العسكرية لخدمة أجندتها الحزبية. فهم يرفعون شعارها متى ما اقتضت مصلحتهم ذلك، ويدّعون الحرص عليها، رغم أنهم أكثر من أضرّ بها عبر اختراقها بعناصرهم، وزجّها في حروبهم وانقلاباتهم، وإنشاء الجيوش الموازية لها. يتغنون باسمها حين تخدم أهدافهم، ثم ينقلبون عليها ويصفونها وقادتها بأقذع الأوصاف حين تتعارض مع مصالحهم. إن مصلحة السودان الحقيقية تكمن في جيش وطني مهني وقومي موحد، بعيد عن السياسة والاقتصاد، خالٍ من أي وجود حزبي، مع تحريم إنشاء أي قوات موازية تحت أي مبرر. هذا ما يتعارض مع نهج الحركة الإسلامية وأساليبها، وهو ما يستوجب مواجهتها بحزم ودون تردد، وأوضح دليل على ذلك هو تناسل كتائب الحركة الإسلامية في هذه الحرب “البراء وغيرها” وتسابقهم على التقاط الصور والتكسب من خطابات الحرب، فعن أي كرامة وأي جيش يتحدثون!

إن خلاص شعبنا من هذه الكارثة التي دمرت حياته يبدأ بفضح خطابات دعاة الحرب والمستفيدين منها. هذه حرب لا طائل منها، والمخرج الوحيد هو حل سلمي يعالج جذور أزمات السودان، ويؤسس لعقد اجتماعي جديد يضمن أن يكون السودان وطنًا يسع جميع أبنائه وبناته دون هيمنة أو تمييز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى