مقالات

خمسة امجد فريد : كلاكيت ثاني مرة

بقلم عمار نجم الدين

عندما كان ( الطبيب ) أمجد فريد مستشاراً اقتصادياً لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك في عام 2020، أتى بحل عبقري لمشكلة الفقر في السودان: “خمسة”! نعم، الرقم السحري! فقد قرر أن يصرف لكل أسرة سودانية خمسة دولارات بغض النظر عن عدد أفرادها، سواء كانوا شخصين أو خمسة عشر شخصاً! يبدو أن الدكتور المُلهم يؤمن بأن كل مشكلات السودان يمكن حلها برمية “خمسته ” لكل الأسر السودانية ، بغض النظر عن مستوى الفقر و الحوجة و عدد أفراد الأسرة … المهم أن الجميع يأخذون نصيبهم من “الخمسة ”!

لكن يبدو أن “خمسة أمجد فريد” لم تكن مجرد صدقة اقتصادية، بل أصبحت منهجاً متكاملاً في التفكير. فبعد أن انتقل إلى التنظير السياسي والحقوقي والاقتصادي و”التنموي”، طبق نفس النهج، لكن هذه المرة في صورة عقاب جماعي! فعندما كان يتحدث على قناة الجزيرة عن حكومة بورتسودان، دافع بكل ثقة عن سياسات التجويع والتضييق، بل والقصف، ضد ملايين السودانيين في مناطق سيطرة الدعم السريع. وكأن الحل لم يعد مجرد خمسة دولارات، بل خمسة إجراءات قاسية: تغيير العملة و ما يترتب عليه ، حرمان الناس من الصحة، و الخدمات الأساسية بما فيها ١/ حرية الحركة
٢/ و الاتصال تقييد حرية
٣/ و التنقل،
٤/ وقصفهم بالطيران
٥/ و حرمانهم من حقوق الإنسان الأساسية
نتاج حرمانهم من العملة !
يا لها من عدالة خارقة! فبدلاً من أن يحمي الجيش هؤلاء المواطنين، كما يفترض بأي جيش وطني، جاءت فلسفة “خمسة” لتعاقبهم جميعاً دون تمييز! المدني والمقاتل، المؤيد والمناهض، الجميع في سلة واحدة، تماماً كما فعلت الأنظمة القمعية في التاريخ: معاقبة اليهود في الحرب العالمية الثانية، إبادة الأرمن في تركيا، اضطهاد الأكراد في العراق وسوريا… الآن، جاء دور السودانيين ليحصلوا على نصيبهم من عقاب “الخمسة” الجماعي!

وكأن السودان لم يكفه ما فيه من كوارث، فجاء الطبيب-الخبير التنموي-الحقوقي-السياسي ليزيد الطين بلة! إنه الرجل الذي يتحفنا بالعطاءات الجماعية كما يتحفنا بالعقوبات الجماعية، يتقافز بين الطب والاقتصاد والسياسة كأنه نسخة مطورة من دكتور الناجي إسلامي، ذاك الخبير الأسطوري في كل شيء! فهنيئاً للسودان بهذا العقل الفذ الذي يرى كل الأزمات من زاوية “الخمسة”، سواء في شكل حلول عبثية أو عقوبات ساحقة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى