سامي الطيب يكتب .. فاصل ونواصل

بنات خليل ..
يعتبر الجيش ومنذ الاستقلال المؤسسة – قبل كل شيء – العنصرية الأولى في السودان وهو عبارة عن عصابة مجرمة تسمي نفسها جيش وطني ومن ثم ترتكب الجرائم . قرابة الستين عاماً ظل القائد العام للجيش من جهة واحدة بل وحكموا السودان كرؤساء كل هذه المدة لم يتركوا عارا إلا وفعلوه وظلت بندقيتهم فقط على صدور المواطنين ومن أجل السلطة. و أكاد أجزم أن هؤلاء ، على الوجود البشري ، هم أكثر من قتل بني جلدته و أشاع بينهم العنصرية والجهوية .
استعصى على جميع الثورات إصلاحه ، بل أفسدها وانقلب عليها وخربها ثم واصل جرائمه .. فصل الجنوب وفرط في الفشقة وباع شلاتين وحلايب والآن أعاد الاستعمار المصري للبلاد والقادم أسوأ !!.. هذا الجيش مارس سياسة التجهيل والتغفيل لهذا الشعب وخلفه الحزب الملعون ما يسمي بالمؤتمر الوطني وقام بممارسة إرهاب المواطنين طيلة سنواته المشؤومة . وبما أنه استولى ، نهبا و سرقة ، على جميع موارد البلاد في هذه المحنة التي بين ظهرانينا فقد قام برشوة كل المنحطين من الأبواق الإعلامية ، ليقوم هؤلاء بدورهم بنشر اكبر الأكاذيب ولي أعناق الحقائق عبر التاريخ فكانت النتيجة كارثية
للغاية ..
ومن أكثر المحيرات في هذه الحرب أن معظم الفئات وقفت ضد نفسها وحريتها وأبدت تأييدها لهذا الجيش شيكا على بياض .. الكل الآن مثلا تتملكهم الحيرة في موقف المشتركة لانه لا يوجد سبب واحد يجعلهم يخوضون غمار هذه الحرب وكذلك معظم الفنانين وقفوا بصورة بشعة مع استمرار الحرب وتأييد الجيش وكتائب البراء لم يغنوا للسلام قط ولم يطالبوا بوقف الحرب بتاتا ولا يوجد فنانون في هذا العالم وجدوا من التعنيف و التنكيل و حتى الاغتيال ما وجده فنانو السودان مع حكم الانقاذ الاسلامي السابق وهذا الامتداد الاسوأ منه !!..
والانقاذ لم تترك فنانا لم تجلده ولم تترك فنانة إلا و اعتقلتها وسجنتها بل إن
الحكم العسكري السابق متهم اتهاما مباشراً باغتيال عدد من المبدعين والفنانين ، و مؤكد اغتياله للراحل خوجلي عثمان و للطبيب الإنسان عوض دكام و غيرهما كثير!!..
رغم ذلك كلكم تتابعون الآن فواجع (القونات) .
لكن الأغرب من كل هذا موقف بنات خليل ابراهيم ، موقف يجعلك التمعن فيه تحتاج الذهاب للمصحة!!!..
خليل ابراهيم ليست له أي علاقة بالجنجويد كانت نضالاته ضد هذا الجيش بعد أن عرفهم تماما قاتلهم نصف عمره وبلغ به الأمر أن هاجمهم داخل الخرطوم وظل يناضل ضد ظلمهم بشراسة غير معهودة ووهب حياته ووقته بأكمله من أجل اقتلاعهم فدفع حياته ثمنا لذلك وقتله هذا الجيش بأبشع وأخس طريقة تشهدها البشرية أسألكم بالله :
- ما الذي يجعل الإنسان يؤيد ويدعم قاتل أبيه ضد جهة أخرى مهما كانت فظاعاتها وظلمها ؟؟!
- ما الذي يجعل الانسان يبيع دم أبيه ؟؟ هل المال بإمكانه شراء كرامتك و إيصالك إلى هذا الحضيض اللا إنساني ؟؟..
- ما يجري الآن في هذه الحرب من متناقضات يحتاج إلى مختصين نابهين في علم النفس ليشخصوا لنا هذا اللا منطق حتى لا يختل الكون وتصبح الوضاعة حقا !!.