حوارات

(العدالة نيوز) تحاور مدير مركز السودان للمعرفة (بسويسرا)

د. عبد الباقي جبريل هذه(…) رسالتنا لقمة الاتحاد الأفريقي

اجرت(العدالة نيوز) حوارا مطولا مع الدكتور عبد الباقي جبريل مدير (مركز السودان للمعرفة) وهو منظمة غير حكومية تتخذ من (سويسرا) مقرا لها أنشأ لمواجهة تدهور الاوضاع الإنسانية المتفاقمة في السودان تطرق خلاله للمخاطر التي تواجه السودانيين بسبب الحرب مشيرا لتحذيرات المجتمع الدولي من تفشي المجاعة في السودان مشددا على ضرورة ان تكون هناك ألية لها دور في توفير المعلومات الصحيحة واخر التطورات على الأرضي حتى يكون المجتمع الدولي على علم بالحقائق وفي هذا الاطار جاء الاجتماع التشاوري لمنظمات المجتمع المدني حول السودان بالعاصمة الأثيوبية اديس أبابا فالي مضابط الحوار

حوار:
بداية حدثنا عن أوضاع السودان المأساوية ومعاناة اللاجئين وكيفية انقاذهم من الجوع والتشرد؟؟
قبل يومين قمنا بتنظيم الاجتماع التشاوري لمنظمات المجتمع الوطني حول السوان وهذه هي الجلسة الثانية الجلسة الاولي كانت العام في فبراير من العام الماضي وهو يأتي في اطار أنشطة منظمات المجتمع الوطني الافريقية المصاحبة للجلسات العادية لاجتماعات (قمة الاتحاد الافريقي لرؤساء الدول والحكومات الافريقية) وهو تقليد قديم ولكن نحن كسودانيين لم نكن مشاركين في الماضي والان هناك فرص لعدد من الناشطين السودانيين وكذلك الزملاء من الدول الأفريقية والمجتمع الدولي للاجتماع مع بعض لمناقشة الأوضاع في السودان وتقديم توصيات لقمة الرؤساء و الحكومات ؛ نحن في اجتماعنا قبل يوميين كان همنا الأساسي هو مناقشة قضية المجاعة والامن الغذائي في السودان والمعاناة التي يتعرض لها اللاجئين السودانيين و الباحثين عن اللجوء في دول الجوار وهذه من القضايا والتحديات التي تواجه السودان وهي مفصلية وحسب المعلومات الوردة الينا هناك عدد كبير من الناس الان يعانون من الجوع ومن المتوقع ان تزيد اعدادهم بصورة كبيرة في الأشهر القادمة واذا لم يكن هناك عمل جاد وسريع وفعال لإنقاذ هؤلاء الناس من المتوقع ان يموتوا جوعا وقد يكون اعدادهم بالملايين لان هناك أجزاء كبيرة جدا في السودان فيها أناس لاحول لهم ولا قوة وهم محرومين من الحصول علي الغذاء الكافي بسبب الحرب وبسبب انعدام الامن ايضا بسبب عدم مقدرتهم علي زراعة الأرض وحصاد المحصول للاستفادة منه وبعدها تأتي الأسباب الإدارية والتنفيذية تعوق وصول مصادر الإغاثة اليهم

اذن الوضع مأساوي في نظركم ؟؟
الوضع حقيقة مخيف وغير مقبول اطلاقا ان يتم تجويع الناس وفي رأي المجاعة الان في السودان مصنوعة بأيدي سودانيين والضحايا أيضا سودانيين حيث يتم استخدام الجوع كسلاح من أسلحة الحرب.

هل لديكم اتصالات بمنظمات للمساهمة في انقاذ الوضع في السودان؟؟

نعم المجتمع الدولي الان علي علم بما يجري في السودان في بداية ديسمبر الماضي اجتمع مجلس الامن في نيويورك بخصوص موضوع المجاعة في السودان وتم نقاشه بصورة عميقة جدا وكذلك خرجت تقارير من لجنة الأمم المتحدة المختصة في تقييم أوضاع المجاعة في العالم وانتهت اللجنة بان هنالك مجاعة في السودان وهم علي علم وادراك كل المنظمات العاملة في المجال الإنساني يعلمون ان هنالك شبح مجاعة في بعض المناطق والاشكال الذي يوجههم عدم مقدرتهم علي توصيل الإغاثة بصورة كافية وسريعة بسبب العراقيل الموجودة .

ماهي المجهودات التي تمكن من الوصول لكل المناطق المتأثرة بالحرب خصوصا وان هناك اتهام في الجهتين المتحاربتين بانهم يعملون علي إعاقة وصول الإغاثة للمتضررين ؟؟

نعم الحرب وتبعاتها هي السبب الأساسي في هذه الكارثة الإنسانية والجهتين المتحاربين في السودان كل منهم تعمل علي هزيمة الأخرى بكل الوسائل وبكل السبل وفي نفس الوقت هناك عدد كبير جدا من المواطنين متواجدين في مناطق فيها الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية لا تسمح بان يصل الغذاء لتلك المناطق بكميات كافية باعتباراته جزء منه يمكن ان يقع في ايدي الدعم السريع وبنفس الصورة هناك عمليات عسكرية وعدم انعدام للأمن وهذا لا يسمح للمزارعين بان يزرعوا ويحصدوا ما زرعوه ليبقي المشكلة السودانية والحلول لها في المقام الأول حلول سودانية اذا تراضي الطرافين واتفقوا والان الوقت المناسب للمدنيين بان يمارسوا حياتهم بصورة طبيعية وهذا لا يمكن إلا بوقف القتال ليستطيع الناس الزراعة والحصاد وكذلك ان يتم تسهيل وصول الغذاء لكل انحاء السودان هناك كميات غذاء موجودة في السودان لأن السودان ليس بلد فقير في توفير الغذاء ولكن هنالك مشكلة في التوزيع وهناك غذاء في كسلا والقضارف وبورسودان لكن لا يصل الفاشر ونيالا

لماذا؟؟
هناك تصنيف لبعض المناطق – يبدو ان القوات المسلحة حريصة علي عدم وصول الغذاء للمناطق التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع.

لكن تداعيات هذه النقطة كبيرة جدا فهل لكم أي مجهودات لإيصال المساعدات لكل المتضررين بغض النظر عن مكان تواجدهم ؟؟؟

نعم بكل تأكيد المسؤولية الأخلاقية والقانونية هي علي عاتق الجميع وعلي راسهم السلطات الحاكمة في السودان وهو ان تصل مواد الإغاثة بصورة كافية الي كل المواطنين السودانيين في كل انحاء البلاد بلا أي نوع من أنواع التفرقة او التنميط و اذا تم حرمان الناس في مناطق يتواجد فيها قوات الدعم السريع هذا غير أخلاقي لانهم لم يختاروا الظروف التي يعيشون فيها ويجب ان توفر لهم كل الإمكانيات التي تساعدهم علي ممارسة حياتهم الطبيعية بالرغم من انهم ضحايا لعدم الاستقرار والامن هناك حالة نزوح و هروب بصوة متواصلة بسبب مشكلة الجوع ومشكلة عدم الحصول علي الغذاء الكافي او مواد الإغاثة بصورة عامة واشياء اخري ضرورية مثل العلاج والمياه الصالحة للشرب والي اخر القائمة .

الاجتماع الاخير حضره عدد من الجنسيات والشخصيات البارزة فهل المجتمع الافريقي الان علي دراية كاملة بالكوارث التي تدور في السودان وما يتعرض له المواطن ؟

نعم كما تفضلت فعلا الاجماع حضره عديد من الزملاء من مختلف انحاء افريقيا من شمال افريقيا وجنوب افريقيا وغربها وشرقها وهؤلاء من اهم الناشطين في مجال حقوق الانسان في افريقيا وهم يمثلون تجمعات لمنظمات ناشطة في مجال حقوق الانسان وكان معنا منسق منظمات المجتمع المدني في شمال افريقيا وغرب افريقيا وجنوب افريقيا كذلك حضر الفعاليات بعض الشخصيات منهم السيدة: بينديوب وهي المبعوث الخاصة للاتحاد الافريقي في قضايا النساء والسلام والامن وكذلك السيد عبد القادر محمد مدير مكتب السيد العمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في السودان وكذلك الدكتور إبراهيم القسي عضو لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التمييز العنصري و قد كان حضورهم مشجع بالإضافة الي ذلك المفوض حاتم الصائم عضو المفوضية الافريقية لحقوق الانسان والشعوب والمقرر الخاص المسؤول عن ملف حقوق الانسان في السودان لهم الشكر في المقام الأول اما فيما يتعلق بمعرفة الزملاء في افريقيا بمشاكل السودان صحيح قد يكونون علي علم بان هناك مشاكل في السوان لكن ليسوا علي علم بكل التفاصيل خاصة التفاصيل المؤلمة والزملاء في المنظمات الحكومية والخبراء دائما ما يتساءلوا عن ماذا يجري في السودان ؟لماذا السودان غير متصالح مع نفسه؟ لماذا السودان في حالة حرب مع نفسه منذ الاستقلال وحتي الان ؟بصورة شبه متواصلة إذن السؤال الذي يدور في اذهانهم اذا لم يفهموا ماذا يدور في السودان لن يستطيعوا الإجابة علي التحديات التي تواجه البلاد ما نقوم به هو محاولة لشرح التفاصيل لما يجري في السودان حتي يعرفوا طبيعة المشاكل وكذلك نقدم مقترحات وحلول من منظور سوداني افريقي او تشجيع الذين علي علم وادراك والذين علي معرفة بالحلول نشجعهم علي ان يأخذوا خطوة إضافية للتوصل الي حل للمشكلة التي يواجها السودان منذ عقود .

ماذا دار في الاجتماع الأخير وبحسب البيان الختامي إن ما وضع من مقترحات حال تحقق 9% منه يساعد كثيرا في إيقاف معاناة الشعب السوداني !!

الاجتماع الذي انعقد قبل يومين في اديس ابابا كان يمثل نجاح كبير جدا لأن مستوي المشاركة كان عالي وكذلك الحوار كان عاليا وعلي مستوى من الادراك والمعرفة بتفاصيل ما يجري وما يحدث في السودان خاصة من الخبراء الذين القوا بعض الكلمات الافتتاحية وهذا أهميته تكمن في تلاقح الأفكار وشرح بعض النقاط الخافية والان الرؤية بالنسبة للمشاركين أصبحت وضحة واكثر قابلية وقدرة علي الاقناع و التنفيذ والرؤية وقد ترجم كل ذلك في البيان الخطابي الذي صدر شاملا وناقش معظم القضايا التي تهم السودان والتي هي جزء أساسي من الاشكال لا سيما النقطتين الاساسيتين وهما انعدام الامن الغذائي والمجاعة و حماية اللاجئين السودانيين الي دول الجوار والبيان هو موجه بصورة أساسية الي اجتماع مجلس السلم الافريقي الذي سينعقد يوم 14 فبراير وهذا الاجتماع يضم رؤساء الدول والحكومات علي مستوي مجلس الامن والسلم الافريقي حول قضية السودان بصورة أساسية بالاضافة الي قضية الكنغو سيكون لقاء مهم ونأمل ان تصل الرسالة التي اتفقنا عليها في الاجتماع الأخير لكل الرؤساء لأن الشعب السوداني داخليا وخارجيا ظل يعاني من ويلات هذه الحرب- اللاجئين السودانيين الذين (تشتتوا) في كل دول الجوار ووصلوا الي شمال افريقيا وجميعهم اوضاعهم مأساوية لدرجة بعيدة

هنا في اديس ابابا اللاجئين السودانيين يواجهون مشكلات في الاقامة فهل لكم جهود واتصال مباشر لرفع هذه المعاناة ؟

نعم لقد تم نقاش هذا الموضوع بصورة مفصلة وناقشنا الأمر نفسه في دول شمال افريقيا وهذا علي ضوء الدراسة التي تم تقديمها من احد الخبراء خلال المنتدي والتي وجدت تفاعل من عدد كبير من المشاركين وكانت الأوضاع في عدد كبير من مصر وليبيا وتونس ولكن هنالك زملاء مشاركين من اديس ابابا وتتطوعوا في موضوع اللاجئين السودانيين في اثيوبيا والمعاناة التي يمرون بها وكذلك كان معانا احد الخبراء من اثيوبيا واستمع لهذا الحديث ووجهت له بعض الاسئلة ووعد بان يأخذها مع الحكومة الاثيوبية علي مستوي عالي للكن الحقيقة نحن وفقنا في التواصل مع الحكومة الاثيوبية وكان حديثها أن كل من يحضر الي اثيوبيا كلاجئ ليس له أي اشكال في الإقامة وليس هنالك أي تبعات مالية له لكن الشرط الأساسي ان يكون متواجد في احد المعسكرات واثيوبيا لديها عدد من المعسكرات للاجئين اذا لم يكن الشخص موجود في المعسكر وخاصة اذا حضر الشخص للبلاد عن طريق المطار بفيزا سياحية يعتبر انه سايح الي ان يذهب الي احد المعسكرات ويعتبر لاجئ وأن السائح يطبق عليه القانون يكون عنده فرصة شهر إقامة ولكن بعد انقضاء المدة اي شخص موجود في العاصمة لا يعتبر لاجئ

هناك بعض المعسكرات تعاني من عدم الأمان وتعرض فيها السودانيين لإشكالات كبيرة وبعضهم وصل درجة انه اختار الرجوع للسودان هل تناولتم هذه الجزئية ؟

نعم نحن علي علم بان هناك بعض الصعوبات الكبيرة في المعسكرات وظروف الحياة فيها صعبة جدا وهذا يمكن ان يكون حوار مع السلطات من قبل أجهزة كتيره مكتب المفوض السامي للاجئين تابع للأمم المتحدة وهذا بغرض إيجاد حلول وبدائل

السلطات الاثيوبية أعفت (9) اشهر من رسوم الفيزا فلماذا لا يتم الحوار معهم لفترة مشابهة ؟؟

إمكانية إيجاد حلول لهذا المثال وإرادة ولكن الطرف السياسي اهم واساسي فاذا تم تناول هذا الامر من الناحية السياسية اعتقد انه يمكن ان يتم اتخاذ قرار سياسي واعفاء السودانيين من الرسوم المطلوبة ولكن من الناحية الإنسانية يمكن تكون ليها دور في ذلك

.هل هنالك أي إضافات اخري ؟؟؟ لكم الشكر الجزيل هذه رسالة الي الشعب السوداني بشكل خاص لأنه الان يعاني معاناة غير عادية داخل السودان وخارجه نازحين كانوا او لاجئين او او ….. وهي من الحروب القاهرة وعلي الشعب السوداني ان يبتعد عن أي نعرات قبلية وممارسات عنصرية وخطاب الكراهية ويجب ان يتعاون مع بعض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى